وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إیرنا)، أرسلت اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان رسالة إلى جوناثان هول، المفتش المستقل لقوانين الإرهاب في المملكة المتحدة، تطالب فيها بإجراء تحقيق فوري في اعتقال ومعاملة قاسية لمجموعة من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين المعروفين باسم “الإخوان المسلمون”. “فيلتون 10”.
تم اعتقال هذه المجموعة في أغسطس/آب الماضي، بتهمة المشاركة في تدمير معدات عسكرية تابعة لشركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، والتي يُزعم أنها استخدمت في الهجمات على غزة. وذكر التقرير أن الشرطة اعتقلت الناشطين في بادئ الأمر بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، لكن التهم الموجهة إليهم تغيرت فيما بعد إلى تدمير الممتلكات والتعدي على ممتلكات الغير.
ومع ذلك، لا يزال هؤلاء الأفراد محتجزين في ظروف صارمة مماثلة لظروف احتجاز السجناء الإرهابيين. وبحسب التقارير فإن خمسة من هؤلاء الأفراد يخضعون لأوامر تقييدية ولا يُسمح لهم إلا بزيارة واحدة من كل ست زيارات يُسمح بها لسجناء آخرين.
وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان الإسلامية مسعود شجرة في هذه الرسالة أن معاملة الشرطة البريطانية لهؤلاء الناشطين تشير إلى محاولة متعمدة لقمع الاحتجاجات ودعم سياسات النظام الإسرائيلي. وفي جزء من رسالته، كتب: “لقد تم اعتقال هؤلاء الأشخاص بسبب احتجاجهم على الإبادة الجماعية في غزة، ومن الواضح أن معاملة الشرطة لهم ذات دوافع سياسية”.
وأشار رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسلامية إلى أن “استخدام قوانين مكافحة الإرهاب في هذه الحالات يشير إلى إساءة استخدام السلطة ومحاولة إسكات أصوات المنتقدين”.
وجاء في الرسالة أيضًا أن التعامل الصارم مع المتظاهرين ضد سياسات النظام الإسرائيلي هو رسالة واضحة عن دعم الحكومة البريطانية للنظام.
وطلب من جوناثان هول إجراء تحقيق مستقل حول كيفية تطبيق قوانين مكافحة الإرهاب في هذه القضية والقضايا المماثلة.
وتعتبر شركة “إلبيت سيستمز”، التي استهدفتها احتجاجات هؤلاء النشطاء، واحدة من أكبر موردي المعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي. وتقوم الشركة بتوريد طائرات بدون طيار ومعدات قتالية تستخدم في الهجمات ضد الفلسطينيين في غزة.
وكانت شركة “إلبيت سيستمز” قد تعرضت في السابق لاحتجاجات في الدول الأوروبية، كما أدانت منظمات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا دورها في توريد المعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي.
دعا أنصار فلسطين في المملكة المتحدة مراراً وتكراراً إلى مقاطعة الشركة، مؤكدين أن المعدات التي تنتجها شركة إلبيت سيستمز متورطة بشكل مباشر في قتل المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن الحكومة البريطانية، باعتبارها أحد الداعمين الرئيسيين للنظام الصهيوني، لا تزال ترفض الاعتراف بإسرائيل. وقد غضت الشركة الطرف عن أنشطة الشركة وركزت اهتمامها على الاحتلال الإسرائيلي، وركزت على قمع المؤيدين الفلسطينيين.
وذكرت تقارير أن الشرطة عارضت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين مقررة في لندن، بزعم أن المسيرة قد تتسبب في تعطيل الكنيس اليهودي القريب من موقع التجمع. ويقول المنظمون أيضا إن مسار المسيرة تم تنسيقه مع الشرطة قبل شهرين، وأن جهاز الأمن يحاول منع حدوثها من خلال إلغاء الاتفاقات المبرمة.
وحذر المحللون من أن الحملة على الاحتجاجات السياسية قد تعرض الحريات المدنية في المملكة المتحدة للخطر. ويعتقدون أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تزايد انعدام الثقة العامة في المؤسسات الأمنية وإضعاف الحق في الاحتجاج وحرية التعبير.
وأكدت اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان أنه إذا لم يتم وقف هذا الاتجاه فإن بريطانيا تخاطر بالتحول إلى مجتمع قمعي حيث يتم التعامل بقسوة مع أي انتقاد لسياسات الحكومات الأجنبية.