جمعية للدفاع عن ضحايا الإرهاب – بحسب تقرير جديد صادر اليوم الخميس عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، يمكن دفع ملايين الأطفال في اليمن إلى “شفا المجاعة” بسبب النقص الكبير في تمويل المساعدات الإنسانية وسط جائحة كوفيد-19.
التقرير المعنون “اليمن بعد مرور خمس سنوات: الأطفال والصراع وكوفيد-19″، والصادر عن اليونيسف بمناسبة مرور أكثر من خمس سنوات على تصاعد النزاع في البلاد، يحذر من أنه فيما يكافح النظام الصحي والبنية التحتية المدمَّرين في اليمن من أجل التغلب على الفيروس التاجي، فمن المرجح أن يتدهور وضع الأطفال السيئ أصلا إلى حد كبير.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على أن خدمات المياه والصرف الصحي الحيوية لثلاثة ملايين طفل ومجتمعاتهم المحلية ستتوقف عن العمل اعتبارا من نهاية تموز/يوليو، ما لم يتم تأمين 45 مليون دولار أمريكي. وسيؤثر ذلك بشكل سلبي على أكثر من مليوني طفل من الأشد ضعفا الذين يعانون من سوء التغذية، ما يعرض وضعهم الغذائي لخطر تدهور كارثي إذا انقطعت إمدادات المساعدات.
و بحسب التقرير، يمكن أن يصاب 30.000 طفل إضافي بسوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد الحياة على مدى الأشهر الستة القادمة، ويمكن أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية تحت سن الخامسة إلى ما مجموعه 2.4 مليون طفل – ما يقرب من نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة في البلد ما يشكل زيادة بنحو 20 في المائة.
كما يمكن أن يموت 6600 طفل إضافي دون سن الخامسة لأسباب يمكن الوقاية منها بحلول نهاية العام – بزيادة قدرها 28 في المائة.
“لا يمكننا أن نغالي في حجم هذه الحالة الطارئة لأن الأطفال يكافحون، في ظل ما هو بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، من أجل البقاء على قيد الحياة فيما يثبت مرض كوفيد-19 أقدامه،” كما قالت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن.
و أكدت نيانتي أنه “إذا لم نحصل على تمويل عاجل، فسيتم دفع الأطفال إلى شفا المجاعة وسيهلك كثيرون منهم. وسيرسل المجتمع الدولي رسالة مفادها بأن حياة الأطفال في دولة دمرها الصراع والمرض والانهيار الاقتصادي، لا تهم بكل بساطة”.
يوضح التقرير أن النظام الصحي يترنح ويقترب من الانهيار. فبعد سنوات من الصراع، نصف المرافق الصحية فقط تعمل، في ظل نقص كبير في الأدوية والمعدات والموظفين. كما أن قلة الحصول على المياه والصرف الصحي تؤجج انتشار كوفيد-19. إذ لا يحصل حوالي 9.58 مليون طفل على ما يكفي من المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية.
و يحذر التقرير من أنه ما لم يتم استلام 54.5 مليون دولار أمريكي لتوفير الخدمات الصحية والتغذية بنهاية آب/أغسطس، سيواجه 23500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد خطر الموت بشكل متزايد.
كما لن يتلقى ما يصل إلى مليون طفل مكملات المغذيات الدقيقة الحيوية وفيتامين أ، وستفقد 500،000 أم حامل ومرضع دعم التغذية الأساسي بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تغذية الرضع وصغار الأطفال، ومكملات حمض الفوليك والحديد.
و لن يتم تحصين خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة ضد الأمراض القاتلة؛ كما سيفقد 19 مليون شخص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك مليون أم حامل ومرضعة وأطفالهن.
في المجمل، تناشد اليونيسف 461 مليون دولار أمريكي لاستجابتها الإنسانية في اليمن، مع 53 مليون دولار إضافية لاستجابة كوفيد-19. حتى الآن، تم تمويل نداء كوفيد-19 بنسبة 10 في المائة فقط، بينما تم تمويل النداء الإنساني بنسبة 39 في المائة فقط.
حتى يتحقق السلام والاستقرار في اليمن، يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح وحماية الطفولة– سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن
قالت نيانتي: “تعمل اليونيسف على مدار الساعة في المواقف الصعبة للغاية لتقديم المساعدة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها، ولكن لدينا فقط جزء صغير من التمويل المطلوب للقيام بذلك”.
وأضافت ممثلة اليونيسف أن الأطفال في اليمن بحاجة إلى سلام واستقرار دائمين في بلادهم. “حتى يتحقق ذلك، يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح وحماية الطفولة”.