
في هذا التقرير، نقرأ: عندما تُشعل جماعة جيش الظلام الإرهابية فتيل الرعب على شواطئ مكران، يكون أول ضحاياها الشعب؛ جماعة تدّعي الدفاع عن المواطنين، وتُرهب التنمية، وتترك بصمات أسيادها الصهاينة على أرض سيستان.
لقد استُهدفت شواطئ مكران، هذه الأرض التي تُعدّ كنزًا من كنوز إيران الممتدة على طول المياه المفتوحة للعالم، من قبل الجماعات الإرهابية مرة أخرى. تشابهار ميناء استراتيجي على الخريطة الجيوسياسية لإيران و المنطقة، وهي منطقة يُمكن أن تُحوّل إيران إلى مركز تجاري وعبور رئيسي في المنطقة، وتُلبي رغبة شعب سيستان الراسخة في التنمية والازدهار، ولكن في حال وقوع حادث إرهابي، ستُصاب التنمية بالعجز. تدّعي الجماعات الإرهابية الدفاع عن الشعب في هذه المحافظة، في حين أن أول وأكبر ضحايا عنفهم هم الشعب نفسه؛ ومع كل عمل إرهابي في هذه المنطقة، فإن الشعب، وخاصة الشباب الذين يتطلعون إلى تنمية وازدهار السواحل، على بعد خطوة واحدة من أحلامهم، وهذا يعني “إرهاب التنمية”؛ أي حرب مع أمل الشعب.
في ظل تحول عداء النظام الصهيوني لإيران من معركة في الفضاء الإلكتروني والتخريب إلى نقطة صراع عسكري مباشر، أصبح أمن الحدود أولوية حيوية للبلاد؛ يسعى العدو، الذي يخشى قوة إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار، اليوم إلى زعزعة أمن المناطق الداخلية لبلدنا باستخدام أدوات مثل الجماعات الإرهابية.
جيش الظلام هو أكثر من مجرد جماعة محلية وعرقية؛ لقد أصبحت هذه الجماعة أداة لتنفيذ سياسات “زعزعة الاستقرار الداخلي” بدعم مالي واستخباراتي من أعداء إيران، وخاصة النظام الصهيوني، لسنوات؛ في الواقع، من خلال عملياتهم التفجيرية والإرهاب والترهيب، فإنهم يكملون نفس الخطط التي ترسمها الصهيونية لإضعاف إيران على الساحة الدولية.
بالإضافة إلى أهميتها العسكرية، فإن ساحل مكران هو الفرصة الرئيسية لإيران للتغلب على العقوبات الاقتصادية و الاتصال بالأسواق العالمية؛ إن تنمية هذه المنطقة تغير الخريطة الاقتصادية لإيران وتخلق دخلاً مستقراً وفرص عمل واسعة النطاق للمحافظات الشرقية من البلاد، لذا فإن أي حادث إرهابي في هذه المنطقة يُعتبر جزءًا من الحرب الاقتصادية للعدو ضد إيران.
و يتابع التقرير، إن تنفيذ العمليات الإرهابية على ساحل مكران هو ما تريده الصهيونية؛ فهم يعلمون أنه إذا كانت هذه المنطقة آمنة، فسوف يتدفق المستثمرون المحليون والأجانب، وسيحصل الناس على وظائف، وسيزداد الرخاء وستقف إيران أقوى في مواجهة الضغوط الدولية، لكنهم يريدون جعل هذه المنطقة غير آمنة بحيث يتم قطع طريق التنمية ويمكن للأعداء فرض ضغوطهم السياسية و الاقتصادية بسهولة أكبر.
لكن النقطة المهمة في كل هذه المعادلات هي الناس، أولئك الذين ترتكب الجماعات باسمهم جرائم ولكنها في الواقع تدمر حياتهم؛ الحقيقة هي أن الأمن و التنمية وجهان لعملة واحدة؛ فإذا غاب الأمن، غابت التنمية، وإذا غابت التنمية، غاب الأمن المستدام.
يؤكد أهالي ساحل مكران أن الإرهابيين اليوم، في ظل عدوان الكيان الصهيوني، يخدمون أعداء الشعب بإرهابهم للتنمية، ولكن كما أن دماء شهداء الأمن هي مفتاح ازدهار مكران، فإن هذه الأرض وشعبها لن يسمحا أبدًا بأن يحل “الإرهاب” محل “التنمية” في تاريخ هذه المنطقة.