
و نقلت قناة “آر تي العربية” الروسية على موقعها الإلكتروني أن “يوري كوكوف”، نائب أمين مجلس الأمن الروسي، صرّح في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا”: “في السنوات الأخيرة، أصبحت القارة الأفريقية بالفعل إحدى المراكز الرئيسية للأنشطة الإرهابية، حيث يتدفق المتطرفون إليها بعد فشلهم في ترسيخ مواقعهم في مناطق أخرى كالشرق الأوسط وجنوب آسيا”.
و وفقًا لوكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء، صرّح نائب أمين مجلس الأمن الروسي في هذا الصدد: “منطقة الساحل في أفريقيا وحدها تضم أكثر من نصف إجمالي ضحايا الإرهاب في العالم”. في عام ٢٠٢٤، سُجِّل ٣٥٠٠ هجوم إرهابي هناك، أسفرت عن مقتل أكثر من ١٤ ألف شخص، معظمهم من المدنيين.
و أضاف كوكوف أن الجماعات الإرهابية في أفريقيا متورطة في جميع أنواع الأنشطة الإجرامية – الاختطاف من أجل الفدية، و تعدين الذهب غير المشروع، والاتجار بالأسلحة، و الاتجار بالمخدرات، و الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية. و يبلغ دخلها السنوي مئات الملايين من الدولارات، مما يوفر الموارد المالية اللازمة لتوسيع قاعدة الداعمين الجدد، و الحفاظ على المقاتلين الإرهابيين الأجانب، و نقلهم إلى مناطق أخرى.
و أكد نائب أمين مجلس الأمن الروسي أيضًا أن: “بعض الجماعات الإرهابية، بعد الإطاحة بالحكومات الشرعية، تتحول في الواقع إلى كيانات شبه حكومية، وتسيطر على مناطق شاسعة، وتُقيم العدل وفقًا لقوانينها الخاصة. كما أن اعتراف جزء من المجتمع الدولي بهذه القوة السيادية أمرٌ مثير للقلق بشكل خاص”. حذّر كوكوف من أنه في ظل هذه الظروف، ثمة احتمال كبير لنقل مقرّات أكبر المنظمات الإرهابية الدولية إلى أفريقيا، مضيفًا: “يكمن الخطر الحقيقي في هذا الصدد في استغلال الإرهابيين الدوليين لتدفقات الهجرة لنقل مبعوثيهم وداعميهم النشطين عبر الحدود وإضفاء الشرعية على وجودهم في الدول المضيفة. سيؤدي ذلك إلى توسيع نفوذهم، وتجنيد أعضاء جدد، وتشكيل خلايا سرية”.