هيومن رايتس ووتش: الغارة الجوية الأمريكية على ميناء رأس عيسى اليمني جريمة حرب
جمعية للدفاع عن ضحايا الإرهاب - أصدرت منظمة حقوق الإنسان الأورومتوسطية ووتش - بيانًا ردًا على الغارة الجوية التي شنها الجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، محذرة من احتمالية اعتبارها جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
و وفقًا لوكالة أنباء صوت أفغانستان (AWA)، نفذت طائرات حربية أمريكية نحو 14 غارة جوية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية، مما أسفر عن مقتل نحو 80 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين. وكان العديد من الضحايا من عمال الميناء وعمال الإغاثة الذين كانوا يحاولون تقديم المساعدة للموقع. كما دُمّرت البنية التحتية الرئيسية للميناء، المستخدم لاستيراد الوقود، بشكل كبير.
وأكدت الأورومتوسطية ووتش في بيانها أن الجيش الأمريكي لم يُصدر أي تحذيرات قبل الهجوم لحماية المدنيين وتقليل الأضرار المحتملة، رغم إدراكه للطبيعة المدنية للميناء. وأشارت المنظمة إلى أن أسلوب تنفيذ الهجوم واستخدام الأسلحة الثقيلة في منشأة مدنية حساسة يُعدّان علامة على تجاهل مبدأي التمييز والتناسب في القانون الإنساني الدولي.
وفي بيان مقتضب، زعمت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن الهجوم نُفّذ بهدف “إضعاف القوة الاقتصادية للحوثيين”، ووصفته بأنه رد على استخدام الجماعة لعائدات واردات الوقود لدعم جيشها. إلا أن المرصد الأورومتوسطي شدّد على أن مثل هذه الادعاءات لا تُبرّر استهداف منشأة مدنية والتسبب في هذه المستويات من الخسائر والدمار.
كما ذكرت المنظمة الحقوقية أن بيان القيادة المركزية الأمريكية يُعدّ علامة على تجاهل واضح للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وأن الهجوم على المنشآت المدنية لا يتناسب مع ادعاء الولايات المتحدة بأهداف عسكرية. وحذّر المرصد الأورومتوسطي من أن الهجوم قد يُشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، وقد يُشكّل جريمة حرب. كما اعتبرت المنظمة العمل العسكري الأمريكي مخالفًا لميثاق الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن استخدام القوة في العلاقات الدولية مشروعٌ عندما يكون دفاعًا عن النفس ضد هجوم مسلح أو بتفويض من مجلس الأمن الدولي؛ في حين لم يُستوفى أيٌّ من هذين الشرطين في الهجوم على الميناء اليمني.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى الصلة بين الإجراءات الأمريكية والدعم العسكري والسياسي للنظام الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أنه في حين شنّ الحوثيون عملياتهم البحرية ردًا على الهجمات الإسرائيلية على غزة، صعّدت الولايات المتحدة من استخدام القوة العسكرية بدلًا من انتهاج نهج دبلوماسي، ممهدةً الطريق لاستمرار الإبادة الجماعية في غزة.
وفي الختام، دعت الهيئة الدولية إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف في الهجوم، وشددت على ضرورة محاكمة الجناة. كما دعت الولايات المتحدة إلى الوقف الفوري لأعمالها العسكرية غير القانونية في اليمن والالتزام بالقانون الدولي.
