فارسی   English   عربي    
أخبارخاص

ناقشت الندوة الدفاع عن ضحايا الإرهاب : تأثير الإرهاب على حقوق الإنسان في إيران

وبحسب جمعية الدفاع عن ضحايا الإرهاب، فقد عقدت الجمعية ندوة بعنوان "حقوق الإنسان في إيران" على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا. في هذه الندوة التي عقدت يوم الخميس 20 مارس 1403 هـ، تمت مناقشة قضية تأثير أفعال الجماعات الإرهابية على حقوق الإنسان في إيران من قبل أساتذة القانون الدولي من إيران والولايات المتحدة وعدد من عائلات ضحايا الإرهاب.

 

 

أكد أستاذ القانون الدولي الدكتور هيبة الله نجهنديمانش في كلمته بعنوان “الإرهاب وحق تقرير المصير في إيران” أن حق تقرير المصير هو أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الذي استفاد منه الشعب الإيراني من خلال الآليات الديمقراطية. وفي إشارة إلى استفتاء عام 1979 والانتخابات المستمرة في إيران، قال إن سيادة البلاد تعتمد على إرادة الشعب.

ووصف نيجنديمانش الجماعات الإرهابية مثل منظمة مجاهدي خلق والجماعات الانفصالية الكردية والجماعات الإرهابية النشطة في جنوب شرق إيران بأنها تشكل تهديدا لحق تقرير المصير، مؤكدا أن هذه الجماعات التي تحظى بدعم القوى الأجنبية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وخلق الانقسام.

ودعا المجتمع الدولي إلى وقف دعم هذه الجماعات والضغط على الدول التي تؤوي الإرهابيين والاعتراف بحقوق ضحايا الإرهاب. وأكد أيضاً على دور جمعية الدفاع عن ضحايا الإرهاب في تحقيق العدالة ورفع الوعي على المستوى الدولي، وذكر أن مكافحة الإرهاب قضية أساسية من قضايا حقوق الإنسان.

وأكد أيضًا أن المراسلين السابقين والحاليين ليسوا محايدين ويتصرفون بشكل متحيز. وقال إن جمعية الدفاع عن ضحايا الإرهاب أرسلت عشرة رسائل إلكترونية إلى المراسل، إلا أنه لم يرد، على الرغم من أنه كان يحضر اجتماعات جماعات المعارضة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمتحدث. بالإضافة إلى ذلك، فهو عضو هيئة تدريس في جامعة موناش بأستراليا، وشارك في إعداد التقارير الكاذبة التي أعدتها مؤسسة بوروماند.

كما روت الدكتورة منصورة كرامي زوجة العالم النووي الشهيد علي محمدي قصة استشهاد الدكتور علي محمدي وأوضحت آثار اغتيال العلماء الإيرانيين على التقدم العلمي، مشيرة إلى أن الاغتيال الممنهج للعلماء الإيرانيين، وخاصة من قبل الموساد وجماعة مجاهدي خلق الإرهابية، يعد انتهاكا واضحا لحق إيران في التنمية. وتعتبر هذه الاغتيالات المستمرة منذ عام 2010 محاولة لتقويض التقدم العلمي والتكنولوجي في البلاد.

وأضاف أن هذه الاغتيالات تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمبادئ الأساسية للحق في التنمية. وبالإضافة إلى ذلك، تشكل العقوبات الاقتصادية والهجمات الإلكترونية، مثل ستوكسنت، جزءاً من حرب مشتركة ضد التقدم العلمي الإيراني. ولذلك يجب على المجتمع الدولي أن يدين هذه الاغتيالات ويحاسب مرتكبيها. كما يجب أن تنتهي العقوبات العلمية القمعية المفروضة على إيران. إن التقدم الذي أحرزته إيران، رغم كل الضغوط، يثبت أن الإرهاب والعقوبات لا يمكن أن يوقف مسيرة التنمية. إن الحق في التنمية حق غير قابل للتفاوض، ويجب على العالم أن يقف ضد الاستعمار العلمي.

كما روى السيد حسين سلطاني نجاد، الذي فقد 8 من أفراد عائلته في الهجوم الإرهابي في مقبرة شهداء كرمان، قصة هذه الجريمة الإرهابية وقال: “أقف أمامكم اليوم كأب وزوج وأخ وعم ينعى أحباءه”. أتحدث نيابة عن عوائل الشهداء الثمانية الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم الإرهابي الوحشي على مقبرة شهداء جولزار في كرمان. وكان ابني أمير علي شاهد عيان على هذه الحادثة. وقد تعرض لإصابات بالغة وخضع لست عمليات جراحية كبرى في رأسه وساقيه وبطنه. وكان شاهداً على مقتل والدتنا وأختنا وجميع أقاربنا المقربين. لقد تركت هذه الأحداث المؤلمة أثراً عميقاً في نفسه روحياً واجتماعياً، وجروحاً لن تلتئم في القريب العاجل.

وكان من بين الضحايا ابنتي مريم، وزوجتي نجمة غولزاري، وشقيقتي سمية وفاطمة، وأبناء أخي وأخواتي الصغار مهدي، ومحمد أمين، وفاطمة زهرة، وريحانة سلطاني نجاد. نفس الفتاة الصغيرة ذات السترة الوردية والأقراط على شكل قلب، والتي أصبحت ابتسامتها البريئة الآن ذكرى مؤلمة.

نحن لسنا هنا للانتقام. نريد الحقيقة. نريد العدالة. هل من حق عائلاتنا أن تعرف من المسؤول عن هذه الجريمة؟ لماذا حدثت هذه المأساة؟ ما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لمحاسبة الجناة؟ العدالة لا تعني معاقبة المجرمين فحسب، بل تعني أيضًا منع المآسي المستقبلية.

لا ينبغي لضحايا الإرهاب أن يصبحوا مجرد أرقام في التقارير. لقد كانوا أشخاصًا حقيقيين، لديهم آمال وأحلام وعائلات تحبهم. كانت حياتهم ثمينة. وفاتهم تتطلب المساءلة.

أكد البروفيسور جوزيف رونكا، أستاذ في جامعة سبرينغفيلد في الولايات المتحدة، أن الإرهاب مدان من قبل أي جماعة أو حكومة لأن الكرامة الإنسانية والحق في الحياة أساسيان في خطاب حقوق الإنسان. وتابع البروفيسور الأمريكي أن الأمم المتحدة تنتقد وضع حقوق الإنسان في إيران في تقاريرها، لكن يبدو أن ذلك غير عادل. جميع الحكومات لديها مشاكلها. تمثل بلدي، الولايات المتحدة، ما يقرب من 55 في المائة من الميزانية العسكرية في العالم. كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق أيزنهاور: “كل قنبلة يتم تصنيعها يتم دفع ثمنها عن طريق السرقة من الفقراء”. نعم السلام حق من حقوق الإنسان، ويجب أن نتحدث مع بعضنا البعض بروح الإنسانية، وليس الغطرسة.

وتابع السيد كورتيس دوبلر، المحامي والخبير القانوني الدولي، الاجتماع قائلاً إن الإرهاب يشكل تهديداً كبيراً للسلام والأمن العالميين. لكن الغموض الموجود هو أنه لا يوجد تعريف متفق عليه عالميا للإرهاب، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار في النهج القانوني. وتابع أن “الإرهاب يتطلب نهجا متعدد الأطراف يدافع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان”.

المتحدث التالي في هذه الندوة كان الدكتورة مريم أخوان من جمعية الثلاسيميا الإيرانية، التي ناقشت تأثير حظر الأدوية على مرضى الثلاسيميا باعتباره شكلاً من أشكال الإرهاب، مشيرة إلى أن العقوبات الأحادية الجانب وغير القانونية التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي تكثفت في 8 مايو 2018، بالتزامن مع انسحاب البلاد من خطة العمل الشاملة المشتركة، أدت إلى زيادة كبيرة في معدل الوفيات بين مرضى الثلاسيميا في إيران. لقد ارتفع معدل الوفيات بين مرضى الثلاسيميا الإيرانيين أربعة أضعاف ما كان عليه قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي نتيجة للعقوبات اللاإنسانية، وقد تفاقمت هذه الكارثة ليس فقط بسبب العقوبات الأحادية الجانب ولكن أيضًا بسبب الامتثال أو الإفراط في الامتثال لها.

ومن الجدير بالذكر أن ممثلين عن حكومات ألمانيا وسويسرا وبلجيكا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات حقوق الإنسان، كانوا حاضرين في هذه الندوة. سيعقد اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الفترة من 26 مارس 2020 إلى 15 أبريل 2021 في جنيف، سويسرا.

 

عرض المزيد

نوشته های مشابه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

دکمه بازگشت به بالا