
وبحسب المشرق، فبعد معارضة مصر والأردن الشديدة للهجرة القسرية لسكان غزة إلى بلادهم أو إلى أي دولة ثالثة أخرى، هناك همسات عن مفاوضات وضغوط من إدارة ترامب وإسرائيل لإيجاد دولة بديلة في أوروبا الشرقية وآسيا.
ويبدو أن الخيار الأوروبي الأول الذي تسعى إليه جماعات الضغط الإسرائيلية هو ألبانيا. تم الكشف عن هذا الخبر لأول مرة من قبل أميت سيغال، رئيس تحرير قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية، في 28 فبراير 2020، عندما كتب، “إدارة ترامب تجري محادثات مع الحكومة الألبانية بشأن هجرة أكثر من 100 ألف فلسطيني يعيشون في غزة إلى هذا البلد”. وزعم أيضاً أن مصر والأردن، خلافاً لمواقفهما الرسمية، تعارضان على ما يبدو مبدأ قبول اللاجئين الفلسطينيين فقط، وليس الهجرة القسرية إلى أي بلد ثالث، وأن اقتراح ألبانيا وإندونيسيا كان في البداية مقترحاً من الأردن ومصر على الولايات المتحدة وإسرائيل حتى لا يؤدي وجود سكان غزة إلى نشوء خلايا معادية لإسرائيل في هذين البلدين بشكل خطير.
إن تاريخ الحكومة الألبانية في قبول منظمة مجاهدي خلق، والتي اختارت تحت ضغط من الولايات المتحدة الخيار الأخير بين خيارين “قبول النفايات النووية من الولايات المتحدة وأوروبا أو قبول النفايات البشرية، أي منظمة مجاهدي خلق”، كان سبباً وجيهاً لإمكانية تنفيذ هذه الخطة.
في البداية، وصف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما الأمر بأنه خبر كاذب، ثم ردّ قائلاً: “نحن نحترم ونتضامن مع شعب غزة، الذي عانى من حرب جهنمية بسبب أفعال حماس اللاإنسانية في السابع من أكتوبر. لم يطلب منا أحد ذلك، ولا يمكننا حتى التفكير في تحمل مثل هذه المسؤولية”.
لكن موقع “البامفلت” الإخباري الألباني، في مقال بعنوان “هل سينجح تطهير ترامب العرقي لغزة ولماذا تورطت إسرائيل ألبانيا”، كتب: “لم يكن خبر مراسل الصحيفة الإسرائيلية إشاعة فارغة. إن وجود أميت سيغال، المعروف بأنه المتحدث باسم نتنياهو، يُمثل اختبارًا لمدى جدية هذه الخطة”.
وتشير بعض المصادر أيضاً إلى أن مقترحات قدمت إلى الحكومة الألبانية مفادها أنه في حالة الضرورة، ينبغي للحكومة الألبانية أن تقترح إجلاء مجاهدي خلق فوراً من ألبانيا وقبول السكان الفلسطينيين في مقر مجاهدي خلق مع اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة. ويبدو أن الحكومة الألبانية لن تجد معارضة كبيرة لهذه الخطة للتخلص من شر وجود منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا، حتى تتمكن من التحرر من العداء مع الجمهورية الإسلامية وشرور وجود هذه الجماعة والاحتجاجات الداخلية، وأيضا للحصول على الهيبة بين الدول الإسلامية لقبولها المحدود للسكان الفلسطينيين والحصول على التنازلات التي تريدها من الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى قطر والسعودية.