تقرير الأمم المتحدة: الوفيات المدنية من الصراع الأفغاني في عام 2018 على أعلى مستوياتها المسجل
بناء علي تقرير للأمم المتحدة التي صدرت اليوم من جانب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA) و مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عدد قتلي المدنيين في النزاع الأفغاني في لعام الماضي كان في أعلي مستوياته منذ حفظ السجلات. وثق التقرير 3804 وفاة مدنية في عام 2018. وكان من بين القتلى 927 طفلاً، و هو أعلى رقم مسجل من الفتيان و الفتيات الذين قُتلوا في النزاع خلال عام واحد.
في المجموع ، وثّقت البعثة 993 10 ضحية مدنية (804 3 قتيلاً و 7189 جريحاً) ، التي شهدت زيادة بنسبة 5 في المائة في إجمالي الضحايا المدنيين و زيادة بنسبة 11 في المائة في عدد القتلى المدنيين بنسبة عام 2017.
انتسبت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان غالبية قتل الضحايا المدنيين – 63 في المائة – إلى عناصر المناهضة للحكومة (AGEs) ، و 37 في المائة إلى طالبان، و 20 في المائة إلى داعش / ولاية خراسان الإسلامية (ISKP) ، و 6 في المائة إلى قوات غير محددة. تسببت القوات الموالية للحكومة في 24 في المائة من الإصابات المدنيين – 14 في المائة على أيدي قوات الأمن الوطنية الأفغانية ، و 6 في المائة على أيدي القوات العسكرية الدولية، وكذلك 4 في المائة من قبل الجماعات و القوات المسلحة الموالية للحكومة.
كانت العوامل الرئيسية التي ساهمت في الزيادة الكبيرة في الإصابات بين المدنيين هي ارتفاع الهجمات الانتحارية التي قامت بها عناصر المناهضة للحكومة، و خاصة داعش/ولاية خراسان، بالإضافة إلى زيادة الأضرار التي لحقت بالمدنيين من العمليات الجوية وعمليات البحث التي قامت بها القوات الموالية للحكومة. شهد عام 2018 أكبر عدد من الضحايا المدنيين الذين تم تسجيلهم على الإطلاق من الهجمات الانتحارية و العمليات الجوية.
وقال تاداميتشي ياماموتو ، الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان: “دقائق التقرير تُظهر التقرير يشير إلي أن مصائب المدنيين في أفغانستان أمر مزعج و يجب علي أطراف النزاع نبذ ارتفاع عدد الضحايا و القتلي لوقف تصاعد عدد المدنيين المتضررين و دمار في حياتهم”.
وأضاف ياماموتو، الذي يرأس أيضًا بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما)، “هذا النقرير السنوي العاشر من الأمم المتحدة حول مصائب المدنيين و قد قتل اكثر من ۳۲ ألف و قد أصيب حوالي ۶۰ ألف مدني في النزاع بأفغانستان. يجب التوقف لهذه الكارثة. إن وقف القتال أجيد طرق في وقف القتل للمدنيين. يجب علينا الجهد في إنشاء السلم و اغتنام الفرصة.”
و قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت: “لا يزال الصراع في أفغانستان يقتل الكثير من المدنيين وتوجد معاناة طويلة الأمد، جسدية و نفسية و أخري العديدة التي لا يمكن تحصيها”. فأضافت: “هذه الحقيقة أن عدد الأطفال الذين قتلوا هذا العام هو في أعلى مستوياته، أمر مروع للغاية. بغض النظر عن القتلي، فإن الحالة الأمنية السوء تمنع العديد من الأفغان من التمتع بحقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، حيث يعاني آلاف الأطفال بالفعل من إعاقات مدى الحياة بسبب الهجمات على المدارس و المرافق الطبية “.فقالت: “لذلك أطلب من جميع أطراف النزاع أن تحترموا بالكامل القانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية أرواح جميع المدنيين.”
كانت عناصر المناهضة للحكومة مسؤولة عن 6980 ضحية مدنية (2243 قتيلاً و4737 جريحًا) ، بزيادة بنسبة 3٪ في عام 2017 ، و التي نتجت بشكل أساسي عن الاستخدام العبوات الناسفة و الاستهداف المتعمد للمدنيين باستخدام هذه الأجهزة. تسببت طالبان في 4072 إصابة مدنية (1348 قتيلًا و2724جريحًا) ، بانخفاض 7٪ في عام 2017، بينما تسببت داعش/ولاية خراسان في 2181 ضحية مدنية (681 قتيلًا و 1500 جريحا) ، بزيادة 118٪. انتسبت البعثة 678 ضحية أخرى (196 قتيلاً و 482 جريحًا) إلى عناصر غيرمحددة و مناهضة للحكومة الأفغانية.
بلغ استخدام العناصر المناهضة للحكومة العبوات الناسفة في كل من الهجمات الانتحارية وغير الانتحارية مستويات قصوى و كان سبب الرئيسي للخسائر المدنية في عام 2018، وهو ما يمثل 42 في المائة من المجموع. أدت هجمات الانتحارية باستخدام العبوات الناسفة إلي 2809 ضحية مدنية (886 قتيلاً و 1923 جريحًا)، أي حوالي 26 في المائة من جميع الإصابات بين المدنيين، بينما تسببت العبوات الناسفة غير الانتحارية بأكثر من 16 في المائة من الإصابات، مما أدت الي 4627 ضحية مدنية (361 1 قتيلًا و 3266 جريحا).
تعلن يوناما قلقها المستمر من استخدام الطالبان لأنظمة الأسلحة غير المباشرة و العبوات الناسفة، ولا سيما استهداف المدنيين و الأهداف المدنية خلال الهجمات في أيام انتخابات، و كذلك استخدام الأسلحة ضد القوات الموالية للحكومة في المناطق المدنية، بآثار عشوائية. الزيادة في الاستهداف المتعمد للمدنيين من قبل طالبان، والتي تضاعفت تقريبًا من 865 إصابات مدنية في عام 2017 إلى 1688 إصابة في 2018، كانت ناتجة عن هجوم الانتحاري باستخدام السيارة الإسعاف الذي وقع في 27 يناير في كابول (أكثر الحوادث دموية التي سجلتها يوناما) و هجمات في يوم الاقتراع في 20 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما سجلت يوناما أكبر عدد من الضحايا المدنيين في أي يوم واحد في عام 2018. الخسائر في أرواح المدنيين الناتجة عن الاستهداف المتعمد للمدنيين من قبل داعش/ولاية خراسان، و التي تضمنت هجمات ضد السكان المسلمين الشيعة، تضاعف إلي أكثر من ضعفين.
نفذت العناصر المناهضة للحكومة 65 هجومًا انتحاريًا و غيرانتحاريا في عام 2018. انتسبت يوناما 21 هجومًا إلى طالبان، مما تسبب في 642 إصابة مدنية. تبنت حركة طالبان 15 من هذه الهجمات، التي أبرمت يوناما 542 من الضحايا المدنيين ناجمة عنهم. نسبت يوناما 36 هجوما انتحاريا وغيرانتحاريا إلى داعش/ولاية خراسان، مما أدت إلي 1892 إصابة مدنية. تبنت العصابة 33 من هذه الحوادث، التي تسببت في سقوط 1631 ضحية. سبعة حوادث التي تبنتهم عصابة داعش أدت إلي أكثر من 100 ضحية مدنية مقارنة بثلاثة ضحية في عام 2017.
وثقت يوناما أضرارا بالغة غير متناسبة لسكان كابل من الهجمات الانتحارية و غيرانتحارية. ما يقرب من نصف الهجمات الانتحارية و غيرانتحارية من عناصر مناهضة للحكومة الأفغانية في عام 2018 حدث في كابول و أدت 28 حادثًا إلي 1686 إصابة مدنية (481 قتيلًا و 1150 جريحا)، أي بزيادة قدرها 5٪ في عدد الإصابات مقارنة بعام 2017.
وثقت يوناما زيادة بنسبة 24 في المائة في الإصابات المدنيين من الهجمات القوات الموالية للحكومة في عام 2018 مقارنة بعام 2017، والتي نتجت أساسا عن العمليات الجوية التي قامت بها القوات العسكرية الدولية، فضلاً عن عمليات البحث التي أجرتها قوات الأمن الوطنية الأفغانية و جماعات المسلحة الموالاة للحكومة. بين 1 يناير و 31 ديسمبر 2018، وثقت يوناما 2612 إصابة مدنية (1185 قتيلا و 1427 جريحا) من العمليات التي قامت بها القوات الموالية للحكومة. 24 في المائة من جميع الضحايا المدنيين في أفغانستان في عام 2018 كانت من القوات الموالية للحكومة.
الأول مرة منذ عام 2009 عندما بدأ توثيق أرقام الضحايا المدنيين بشكل منهجي، سجلت يوناما أكثر من 1000 ضحية من العمليات الجوية. شهد عام 2018 أيضا مقتل أكثر من 500 مدني في العمليات الجوية للمرة الأولى. قد وثقت يوناما 1015 ضحية مدنية (536 قتيلا و 479 جريحا) من العمليات الجوية. من بين هؤلاء، انتسبت يوناما المسؤولية إلى القوات العسكرية الدولية عن 632 ضحية مدنية (393 قتيلا و 239 جريحا)، و إلى سلاح الجو الأفغاني عن 304 ضحية مدنية (118 قتيلا و 186 جريحا) و ما تبقى من الضحايا إلى قوات موالية للحكومة مجهولة الهوية.
أدت عمليات البحث إلي 353 إصابة في صفوف المدنيين (284 قتيلا و 69 جريحا) التي معظمها ناجمة عن عمليات المديرية الوطنية للقوات الأمنية الخاصة و قوة خوست للحماية، و كلاهما مدعوم من قبل القوات العسكرية الدولية.
في عام 2018، قتل نفس العدد تقريبا من المدنيين جراء الغارات الجوية كما في الأعوام 2014 و 2015 و 2016 مجتمعة. النساء و الأطفال يشكلون ما يقرب من ثلثي جميع الضحايا المدنيين من العمليات الجوية، التي بلغت 648 إصابة مدنية (320 قتيلا و 328 جريحا).
في عام 2018، كانت القوات العسكرية الدولية مسؤولة عن 674 ضحية مدنية (406 قتيلا و 268 جريحا)، 94٪ منها ناتجة عن عمليات جوية.
تسببت العمليات الجوية و الأرضية في نفس العدد من الإصابات في صفوف المدنيين، و هي مرتبطة بالسببين الرئيسيين للخسائر في صفوف المدنيين و التي نسبت إلى القوات الموالية للحكومة في 2018.
لا يزال النزاع المسلح له تأثير شديد على الأطفال و النساء، الذين يشكلون 38 في المائة من جميع الضحايا المدنيين. تمثل إصابات الأطفال 28 في المائة من جميع القتلى و الجرحى. سجلت يوناما 3062 إصابة بين الأطفال (927 قتيلا و 2135 جريحا). في حين كان هذا انخفاضا طفيفا مقارنة بعام 2017، فقد وصلت وفيات الأطفال إلى مستويات قياسية في عام 2018، و يرجع ذلك أساسًا إلى زيادة عدد وفيات الأطفال بسبب العمليات الجوية بأكثر من الضعف، فضلاً عن زيادة عدد وفيات الأطفال بسبب الهجمات الانتحارية.
تسببت العناصر المناهضة للحكومة في سقوط 1343 ضحية من الأطفال (324 قتيلا و 1019 جريحا)، أي ما يعادل 44 في المائة من جميع إصابات الأطفال في عام 2018. و تسببت القوات الموالية للحكومة في سقوط 1051 ضحية من الأطفال (414 قتيلا و 637 جريحا)، بما في ذلك 34 في المائة من إجمالي عدد إصابات الأطفال.
أظهرت الأرقام من ضحايا الأطفال أن عناصر مناهضة للحكومة لا يزال سببت معظم إصابات الأطفال في عام 2018، على الرغم من انخفاضه بنسبة 3 في المائة مقارنة بعام 2017 ، بينما كانت هناك زيادة بنسبة 15 في المائة في خسائر الأطفال المنسوبة إلى القوات الموالية للحكومة. وثقت يوناما أن القوات الموالية للحكومة كانت مسؤولة عن مقتل 414 طفلاً في عام 2018، بينما كانت العناصر المناهضة للحكومة مسؤولة عن مقتل 324 طفلاً في عام 2018.
انخفض عدد الضحايا من النساء بنسبة 6 في المائة إلى 1152 (350 قتيلا و 802 جريحا)، و أدت إلى انخفاض نسبة الضحايا من النساء بنسبة 8 في المائة نتيجة الاشتباكات البرية. شكلت النساء 10 في المائة من الضحايا المدنيين في النزاعات في عام 2018.
في ذلك التقرير، شكرت يوناما من الجهود التي بذلت قوات الأمن الوطنية الأفغانية و القوات العسكرية الدولية و طالبان لحماية المدنيين من الصدامات. و لكن، نظراً لحجم الإصابات في صفوف المدنيين التي استمرت عند مستويات مرتفعة للغاية لسنوات، فإنها شددت علي بضل مزيد من الجهود في هذا الإطار.
من بين توصياته، يحث التقرير العناصر المناهضة للحكومة على وقف الاستهداف المتعمد للمدنيين والأماكن المدنية، و تجنب الاستخدام العشوائي وغير المتناسب لجميع العبوات الناسفة. و يدعو حكومة أفغانستان و القوات العسكرية الدولية إلى تعزيز فحص عن للحوادث التي أدت إلي خسائر في صفوف المدنيين و تقديم تعويضات عن الأضرار. وقف القتال من جانب جميع الأطراف هي الطريقة الوحيدة لحماية المدنيين.