رسالة أنتونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة
بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي الأول لإحياء ذكري ضحايا الإرهاب و إجلالهم
الإرهاب قضية من أصعب القضايا المعاصرة و هو تهديد خطير للسلام و الأمن الدوليين. فمن طاجيكستان إلي مملكة المتحدة ومن بغداد إلي برشلونة أصابتنا هذه الهجمات الوحشية جميعا بصدمة هزت صميم كياننا هزا. ما من بلد أن يعتبر نفسه بمأمن من هذا الخطر إذ أن الهجمات الإرهابية طالت مواطنين من كل جنسيات العالم.
و الأمم التحدة نفسها تستهدف بانتظام. فقد لقي اثنان و عشرون شخصا ممصرعهم في الهجوم الذي شن علي مقر بعثة الأمم المتحدة في العراق. بعض بعثاتنا لحفظ السلام يعمل في ظل تهديد مستمر.
و لكننا بعد وقوع الهجمات الإرهابية لا نسمع إلا فيما ندر عن اولئك الذين قتلوا أو أصيبوا بجراح من جرائها عن هؤلاء الناس العاديين نساء و رجالا و فتيات و فتيان الذين شغلوا بتصريف أمور حياتهم اليومية و انتهت حياتهم علي حين غرة أو تبدلت إلي الأبد. و قلما نسمع عمن تركوا وراءهم من أسر مكلومة و أصدقاء و أهالي أصبح من المحتم عليهم أن يعتادوا العيش مثقلين طيلة حياتهم بتركة الإرهاب.
احتفالنا هذا اليوم الدولي لإحياء ذكري ضحايا الإرهاب و إجلالهم يذكرنا بضرورة التوقف هنيهة و الإنصات إلي ضحايا الإرهاب و الناجين منه و إعلاء أصواتهم و الاعتراف بآثار الإرهاب علي حياتهم.
بإمكاننا جميعا أن نتعلم من خبراتهم. فالمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم تبرهن علي صمودها في مواجهة الهجمات الإرهابية و يكافح أبناؤها الغرهاب و التطرف العنيف في حياتهم اليومية في مدارسهم و أسواقهم و دور عبادتهم.
مما لا شك فيه أن دعم الضحايا و أفراد أسرهم واجب أخلاقي واجب يستند غلي ضرورة تعزيز حقوق الإنسان المكفولة لهم و حمايتها و احترامها. و إيلاء الرعاية للضحايا و الناجين و إيصال أصواتهم لأكبر عدد ممكن من الناس يساعد علي مواجهة خطاب الكراهية و الانقسام الذي يسعي الإرهابيون إلي نشره. إننا بحاجة لأن نوفر للضحايا المساعدة الطويلة الأجل بما يشمل الدعم المالي و القانوني و الطبي و الدعم النفسي.
نحن حين ننتشل ضحايا الإرهاب و الناجين منه من محنتهم و ننصت إليهم و نحترم حقوقهم و نوفر لهم الدعم و العدالة نجل بذلك روابطنا المشتركة و نخفف من الأدي العميق الذي يلحقه الإرهابيون بالأفراد و الأسر و المجتمعات المحلية.
إنني أوجه الشكر إلي أولئك الذين يقدمون كل يوم علي الجهر بمناهضتهم للإرهاب إن أصواتكم لن تذهب هباء و شجاعتكم في وجه الشدائد عبرة لنا جميعا و اليوم و كل يوم تقف الأمم المتحدة متضامنة معكم.
